الواجبات والحقوق الزوجية

الواجبات والحقوق الزوجية
أولا: الواجبات والحقوق المشتركة
1. حسن المعاشرة قولا وعملا: وهذا لقوله تعالى ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(21)﴾ الروم.
فالمودة أو الرحمة كما يقول العلماء يترتب عنه واجبات وحقوق مشتركة، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (وعاشروهن بالمعروف). ومن مظاهر حسن العشرة:
أ- التعاون الصادق بين الزوجين.
ب- التسامح.
ج- الحوار لحل المشاكل.
د- الكلمة الطيبة.

2. حرمة المصاهرة: لم يتم الزواج تنتج عنه أحكام أخرى، فلا يجوز الزواج للرجل الزواج بأصناف من النساء وهن المحرمات بالمصاهرة... و الزواج رباط بين زوجين وبين أسرتين فهذا من شأنه أن ينبت لحمة قوية بينهم.

3. حق التوارث: بمجرد العقد يصبح التوارث حقا لكلا الزوجين، فيرث الحي منهما الميت، بل ترث الزوجة زوجها إن مات وهي لا تزال في عدتها من طلاق رجعي، وأكثر من ذلك ترثه إن طلقها طلاقا بائنا بينونة كبرى وهو في مرض الموت – ويسمى هذا طلاق الفار لأن غرضه حرمانها من الإرث – وهذا أخذا بالقاعدة الفقهية: من استعجل الأمر قبل أوانه عُوقب بحرمانه أو بعكس مقصوده.

4. ثبوت النسب: وهو أيضا حق للأولاد، فلابد من المحافظة على الأنساب فتكون معلومة.

ثانيا: واجبات الزوج ( حقوق الزوجة
1. تسليم المهر: يقدم الزوج المهر في العقد أو بعده، ويبقى حقا للمرأة ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً...(4)﴾ النساء.
، بل وإن طلقها قبل الدخول يسلم لها نصفه.

2. واجب النفقة: وتشمل النفقة كل الضروريات من غذاء وماء وكساء وإيواء ودواء، لقوله تعالى ﴿...وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ..(233)﴾ البقرة.

، والمعروف هو الشائع حسب الزمان والمكان.

3. عدم الظلم:
أ- الضرر والتعدي: وقد يكون معنويا كالتجريح بالقول أو جسديا كالضرب المبرح، ولقد نهى الله تعالى عنه، في قوله ﴿...وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا...(231)﴾ البقرة.

ب- الظهار: وهي عادة جاهلية أبطلها الإسلام، وهي كأن يقول الرجل لزوجته: أنت حرام علي كظهر أمي، يقول تعالى ﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(3)﴾ المجادلة.

ج- الإيلاء: وهو أن يحلف الرجل أن لا يعاشر زوجته لمدة معينة، إذا تجاوزت أربعة أشهر فعليه كفارة لقوله تعالى ﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(226)﴾ البقرة.

د- عدم العدل عند التعدد: وإن كان بعض الميل واقع، إلا أن الميل الكثير هو المرفوض لقوله تعالى ﴿...فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ...(129)﴾ النساء.

4. زيارة محارمها: إن تزوج المرأة وانتقالها إلى بيت وجها لا يعني على الإطلاق القطيعة مع أهلها، فمن حقها زيارتهم لكن بالمعروف.

5. التصرف في مالها: للمرأة حق الاستقلالية الذاتية في مالها – في كل مال سواء كان مصدره الميراث أو الهبة... – أما فيما يخص مرتبها الشهري فعليها أن تساهم بقسط منه وهذا باتفاق العلماء.

ثالثا: حقوق الزوج ( واجبات المرأة )
1. الطاعة: طاعة المرأة لزوجها واجب وهذا في دائرة المعروف، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
2. القرار في البيت: الأصل أن تمكث المرأة في بيتها ترعى زوجها وأبناءها لقوله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)﴾ الأحزاب.
3. التأديب للناشز: المرأة الناشز هي الخارجة عن طاعة زوجها، لذلك شرع الله وسائل لتأديبها ذكرها الله تعالى في قوله ﴿...وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا...(34)﴾ النساء.